من هم هوامير البورصة وكيف يتحكمون بالبورصات؟
الهوامير هم كبار المضاربين في البورصات العالمية، والذين يتمتعون بسيولة كبيرة وحصص ضخمة في مختلف الشركات الكبرى ومختلف المؤشرات. تمنحهم هذه السيولة والحصص قدرة كبيرة على تحريك السوق والتأثير على مختلف الأوراق المالية. كما أنهم يتمتعون بأولوية في أي أرباح، مما يعني أنهم يحصلون على نسبة أكبر من الأرباح من المستثمرين العاديين.
أقسام الموضوع
هوامير البورصة هم لاعبين رئيسيين في البورصات العالمية، ولهم تأثير كبير على أسعار الأسهم والأسواق. يمكنهم استخدام سيولتهم وحصصهم لتحريك السوق في الاتجاه الذي يريدونه، ويمكنهم أيضًا استخدامها لجني أرباح كبيرة.
الهوامير ليسوا دائمًا موضع ترحيب في البورصات العالمية، حيث يُنظر إليهم على أنهم يتمتعون بميزة غير عادلة على المستثمرين العاديين. ومع ذلك، فهم أيضًا جزء مهم من السوق، حيث يساعدون على توفير السيولة وخلق حركة في الأسعار.
ماذا يعني هوامير البورصة
كما أشرنا في البداية، يعتبر هوامير البورصة من المستثمرين الكبار الذين يتبعون استراتيجية المضاربة في الأسواق المالية. يهدفون بشكل أساسي إلى تحقيق الربح الكبير، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يكون لهم تأثير سلبي على المستثمرين الصغار والمبتدئين. وبسبب هذا التأثير، يُشار إليهم بألقاب مثل “حيتان البورصة” أو “أسماك القرش” التي تأكل الأسماك الصغيرة.
استراتيجية المضاربة اليومية موجودة في جميع البورصات والأسواق المالية حول العالم، ولكن قد يكون التأثير السلبي للهوامير أكثر وضوحًا في بورصات السعودية والدول الخليجية. هذا يجعل الأسواق الخليجية تبدو غير ناضجة في بعض الأحيان بسبب تدخلات الهوامير وتأثيرهم على الأسواق بشكل غير متوافق مع المعايير العالمية. لذلك، تعمل الهيئات الرقابية والسلطات المالية على توعية المستثمرين وتنظيم الاستثمارات واتخاذ إجراءات لمنع أي نشاط مشبوه.
وعلى الرغم من الإجراءات التي تم اتخاذها، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة. يرى العديد من المراقبين والمحللين في البورصة أن هذه الإجراءات لم تكن كافية للتغلب على تأثير الهوامير بشكل كامل. قد تكون بعض الإجراءات ساعدت في إبعاد بعضهم عن البورصة الخليجية وتعرض بعضهم للمسائلة القانونية، ولكن التأثير الكلي لا يزال موجودًا. يتضح ذلك من الترابط الشديد بين بورصات الدول الخليجية وتأثرها بعضها ببعض، فضلاً عن الارتفاعات والانخفاضات المفاجئة في أسهم بعض الشركات بدون أسباب واضحة.
كيف يتلاعب هوامير البورصة بالأسواق المالية
يُطلق على الهوامير في سوق البورصة لقب “صناع السوق”، وذلك نظرًا لامتلاكهم حصصًا كبيرة في مختلف الشركات التي يستثمرون فيها. يتميز الهوامير بوجود لديهم العديد من الوسائل والحيل التي يستخدمونها لتوجيه السوق وتنفيذ قرارات تحقق مصالحهم الخاصة.
تُعتبر المواقع الإلكترونية المختصة بنقل أخبار التداول ووسائل الإعلام والمنتديات الخاصة بالأسهم من أهم الأدوات التي يستخدمها الهوامير لتوجيه المستثمرين والمتداولين نحو اتخاذ قرارات معينة واستفادتهم من ذلك لصالحهم الشخصي.
واحدة من أسوأ الممارسات التي يقوم بها الهوامير والتي تعد غير قانونية هي عرضهم لشريط أسعار مزيف في تلك المواقع والمنتديات، والتلاعب في أسعار الأسهم. يتم عرض أسعار مزيفة غير مطابقة للأسعار الفعلية في السوق، سواءً كانت أعلى أو أقل من سعر السوق الحقيقي. وبالتالي، يدفعون المستثمرين إلى شراء أو بيع أسهم معينة بناءً على تلك الأسعار المزيفة لتحقيق مصالحهم.
غالبًا ما يستخدم الهوامير أخبارًا مزيفة ومعلومات مضللة لتوجيه صغار المستثمرين نحو مسار معين يخدم مصالحهم الشخصية. على سبيل المثال، يوجهون السوق لشراء أسهم شركة تعاني من ضغوط وانخفاض في سعر سهمها، وعندما يشتري المستثمرون أسهم تلك الشركة، يستغل الهوامير ذلك لبيع أسهمهم والخروج من السهم بأقل خسائر ممكنة أو حتى ربح.
الأخبار المزيفة والإشاعات والتوقعات غير المدروسة تُعتبر مشكلات شائعة في سوق البورصة الخليجية، وتعد السبب الرئيسي وراء خسارة العديد من المستثمرين لأموالهم. يُحمل هذا الموضوع الهوامير جزءًا من المسؤولية، حيث يستغلون الأخبار المزيفة لتوجيه السوق وتحقيق مصالحهم الخاصة. وعلى الرغم من أن بعض هذه الممارسات قد تكون قانونية أو يصعب إثبات زيفها، إلا أن الهدف النهائي للهوامير هو تقليل أسعار بعض الأسهم لشرائها بأسعار منخفضة أقل من قيمتها الحقيقية في السوق المالية.
طرق ألاعيب هوامير البورصة
يستخدم هوامير البورصة العديد من الأساليب غير القانونية لتحقيق أهدافهم. ومن بين الألاعيب الشهيرة في البورصات الخليجية، تشمل:
- الصدمات السعرية: يتفق عدد من الأفراد سراً لتحطيم أسعار معينة بواسطة بيع الأسهم في وقت قريب، مما يتسبب في حالة من الارتباك والقلق بين المستثمرين الآخرين. يتم استغلال الشائعات والمعلومات المضللة لإجبار المستثمرين على بيع أسهمهم، وبالتالي تحقيق هدفهم في خفض سعر السهم.
- المضاربة الوهمية: تشمل بيع الأصول المالية بشكل صوري دون وجود أصول فعلية. يتم استغلال سرعة انتشار المعلومات عبر الإنترنت ومنصات التداول والمنتديات للقيام بهذه الممارسة. قد تشمل المضاربات بين الأفراد، بغض النظر عن وجود مراكز مالية حقيقية أو أصول تداولية.
- التلاعب عن طريق شركات السمسرة: تعتمد على استغلال سيولة كبيرة تمتلكها شركات السمسرة وحيازتها لكميات كبيرة من الأسهم. يتم تبادل المعلومات داخلياً والتحرك وفقاً لمصلحة الشركة وعملائها المشتركين. في ظل ضعف الرقابة، يمكن لشركات السمسرة التعامل مع بعض الشركات المدرجة في البورصة لرفع أسعار أسهمها وتحقيق أرباح كبيرة. تتم تقسيم الأرباح بين الأطراف المشاركة في هذه العمليات.
هذه الأساليب تمثل انتهاكًا للقوانين والتلاعب بالسوق المالية، وتتسبب في خسائر للمستثمرين الآخرين. تلك الممارسات تعكس ضعف الرقابة في البورصات الخليجية وتتطلب تدخلاً من الجهات الرقابية لمنعها وحماية حقوق المستثمرين.
هذه بعض الأساليب التي يستخدمها هوامير البورصة لتحقيق أهدافهم. من المهم أن تكون على دراية بهذه الأساليب حتى تتمكن من حماية نفسك من الخسارة ، بعض الشركات التداول عبر الإنترنت تلجأ إلى ممارسات أكثر غير قانونية، حيث يتم بيع وشراء أسهم العملاء دون موافقتهم أو علمهم. يتم ذلك سواء لتجنب الخسائر أو لتحقيق مكاسب خاصة بالشركة نفسها. يجدر بالذكر أن بعض تلك الشركات هي شركات وهمية بلا وجود فعلي في الواقع، والعديد منها يختفي بسهولة بمجرد تحقيق أرباح جيدة وقد يعود مرة أخرى تحت اسم جديد فيما بعد.
نصائح للمستثمرين الأفراد لتجنب التعرض للهوامير
فيما يلي بعض النصائح للمستثمرين الأفراد لتجنب التعرض للهوامير:
- قم بأبحاثك قبل الاستثمار في أي شركة.
- لا تستثمر أكثر مما يمكنك تحمل خسارته.
- كن على دراية بالمخاطر التي تنطوي عليها المضاربة.
- استشر مستشارًا ماليًا قبل اتخاذ أي قرار استثماري.
يُعَدُّ هوامير البورصة سببًا رئيسيًا لخسارة الكثير من الأشخاص أموالهم في البورصات الخليجية. وقد وجد صغار المستثمرين أنفسهم في مواقف صعبة للغاية. هذا بالتأكيد يؤثر على سمعة البورصات الخليجية على المستوى العالمي، وهو ما يعزز انتشار الافتراء بأن التداول في البورصة يُعتبر تضييعًا للوقت وخسارةً للمال، وأنه يخص فقط رجال الأعمال والمستثمرين الكبار.