الإماراتيات يشغلن 40 % من وظائف قطاع التعليم
أكد عدد من الخبراء والمختصين في الشؤون التعليمية على ضرورة مضاعفة الجهد من قبل الجهات المعنية في إعداد وتأهيل المعلمين لمواكبة احتياجات المستقبل واستشراف منظومة المهارات المعرفة والتقنية التي ينبغي على المعلم اتقانها لتلبية أجندة الخمسين المقبلة، وذلك بالنظر إلى ما يشهده العالم من تطورات علمية وتقنية وتطبيقية غيرت بصورة كاملة بيئة التعلم التقليدية وانتقلت بمنظومة التعليم إلى آفاق الإبداع الافتراضي، مشيرين إلى ضرورة إجراء تغييرات شاملة في آليات إعداد المعلمين بما يمكنهم من التفاعل الإيجابي مع المتغيرات التي تشهدها منظومة التعليم خاصة في ضوء التسارع التكنولوجي لتوظيف التقنيات الحديثة وحلول الذكاء الاصطناعي في البيئة الصفية .
ونوهوا بأن واقع تعليم المرأة في دولة الإمارات حالياً يعكس تفوقاً واضحاً للمرأة على الرجل في الاهتمام بالتعليم والسعي لتحصيله، وهو ما نتج عنه زيادة أعداد النساء الإماراتيات في مؤسسات التعليم العام والعالي مقابل أعداد الطلاب الرجال، واليوم تشغل النساء الإماراتيات 40% من إجمالي الوظائف في قطاع التعليم،
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية في مقرها بأبوظبي بعنوان ” شكراً معلمي “، وفي بداية الجلسة أكدت الأمين العام للجائزة أمل العفيفي إن دور المعلم يعتبر من الركائز الأساسية في بناء الأمم وهو دور مقدر من قبل مختلف فئات المجتمع في وطننا الغالي، حيث يحظى المعلم والمعلمة بكل احترام وتقدير لجهودهم البارزة في التربية والتعليم ونشر نور المعرفة وترسيخ منظومة القيم وبناء الشخصية الطلابية في جميع المراحل الدراسية، ولقد أولت جائزة خليفة التربوية المعلم اهتماماً منذ انطلاق مسيرتها في العام 2007، وحرصت في جميع دوراتها على نشر ثقافة التميز، وتحفيز المعلمين على الإبداع والابتكار والريادة، واطلاق البرامج والمبادرات والمشاريع التي تنهض بمنظومة التعليم محلياً وعربياً ودولياً.
وأكد المهندس حسين الحمادي على أهمية الدور والرسالة التي تنهض بها جائزة خليفة التربوية منذ انطلاق مسيرتها في العام 2007 ، وحفزها وتشجيعها للعاملين في الميدان على التميز وإطلاق المشاريع والمبادرات التي تعزز من نهضة التعليم محلياً وعربياً، بالإضافة إلى دور الجائزة في الاهتمام بقطاع الطفولة المبكرة وإطلاقها ولأول مرة على مستوى العالم مجال جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر، والذي يستهدف إثراء البيئة التعليمية والتربوية والاجتماعية لهذه الفئة الحيوية، وفتح آفاق الإبداع والابتكار أمامها، مشيداً معاليه بأداء الجائزة كأحد الجوائز التربوية المتخصصة على مستوى الدولة والوطن العربي والعالم .
بعد ذلك انطلقت فعاليات الجلسة الحوارية حيث أكد عضو اللجنة التنفيذية لجائزة خليفة التربوية الدكتور خالد العبري على أهمية هذه المناسبة التي تحتفي برسالة المعلم وجهوده البارزة في بناء الأمم والمجتمعات، مؤكداً على أن المعلم سيظل نبراساً في مسيرة التعليم وبناء الأجيال، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم بصورة عامة وقطاع التعليم بصورة خاصة فإن المعلم يظل حجر الزاوية في مسيرة النهوض بالتعليم .
من جانبها قالت مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي الدكتورة مي الطائي: نحن في كلية الإمارات للتطوير التربوي وضعنا في نصب أعيننا الخطة المئوية 2071 لدولة الإمارات التي وضعتها قيادتنا الرشيدة بحيث يتمحور تركيزنا حول ” التعليم للمستقبل” وفي اطار هذا المحور كرسنا جهودنا على وضع آليات و برامج تهدف إلى تعزيز البيئة التعليمية بكادر تعليمي مبني على أحدث الاستراتيجيات المبتكرة في مجال التعليم وفق برامج تركز على تمكين المعلم وصقل مهاراته وتزويده بأحدث الممارسات المبتكرة في كيفية إيصال المعلومة للطالب مبنية على أحدث التجارب العالمية ومستخلصة من شراكات استراتيجية مع مؤسسات عالمية مرموقة.
وأضافت الطائي : كل ذلك سيساهم في تكوين بيئة تعليمية خصبة مزودة بطاقم تعليمي يتحلى بمهارات قيادية وتعليمية عالية الجودة، قادرة على استكشاف المواهب الفردية و تعزيزها لدى أبناؤنا الطلبة والوصول بنا إلى مخرجات التعليم التي تصبو لها الدولة، ومن خلال كل ذلك نهدف إلى دعم خطة حكومتنا الرشيدة التي وضعت التعليم من أهم أولوياتها وتسعى جاهدة في بناء منظومة تعليمية تدعم الابتكار وتكوين اقتصاد معرفي يعود بالنفع على المسيرة التعليمية ويكون مثال يحتذى به في المنطقة وعالمياً.
من جانبه قال المدير التنفيذي لكليات التقنية العليا بالعين الدكتور شوقي خرباش خلال الجلسة : أصبح للمعلم دور فاعل في تطويع التكنولوجيا لتحقيق الأهداف التربوية وتعزيز أساليب التعليم والتعلم من خلال الممكنات التكنولوجية والرقمية من منصات التعلم الذكي والبرامج والتطبيقات الذكية وصناعة وادارة المحتوى التعليمي الرقمي الذي يقدم في بيئة التعليم الواقعي المعزز أو الافتراضي.
وأضاف أن تعزيز كفاءة التعليم والتعلم الرقمي يتطلب من المعلم العمل المستمر في تطوير مهاراته في صناعة المحتوى التعليمي الرقمي وتطبيق أفضل الممارسات في التعليم التفاعلي التشاركي مع الطلبة لتمكينهم من الاندماج الفعال في عملية التعلم سواء في بيئة التعليم الواقعي المعزز أو الافتراضي، وبالإضافة إلى ذلك أصبح من واجبات المعلم الهامة العمل على تطوير أدوات جديدة مبتكرة لمتابعة وتقييم أداء الطلبة والتأكد من تحقيق المستهدفات التربوية خلال تجربة الطالب في المراحل المختلفة.
وتطرقت مستشار في شركة ألف للتعليم الدكتورة عائشة اليماحي خلال الجلسة إلى الحديث عن محور يتعلق بدور المرأة الإماراتية وإسهامها في مسيرة التعليم كمعلمة وإدارية وقائدة تربوية ، وأم ترعى أبنائها دراسياً وتضعهم على دروب التميز، قائلة : إن ابنة الإمارات ضربت أروع الأمثلة في العمل من أجل الوطن لتصبح شريكاً أساسياً في بناء الدولة ونهضتها، متسلحة بدعم لا محدود من جانب القيادة الرشيدة التي عملت على تنمية رأس المال البشري كعامل حاسم في تعزيز تنافسية الأمم ومكون رئيسي من مكونات اقتصاد المستقبل. ومن هنا كان الحرص على أن تنال المرأة حقها في التعليم. وأضافت: لقد سعى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى الاهتمام بالتعليم بشكل عام وبتعليم المرأة بشكل خاص، واستطاع ترسيخ ثقافة المساواة والتمكين في مرحلة ريادية مبكرة من قيادته الرشيدة. كما شجع رحمه الله على دخول المرأة ميادين العمل كافة بما يتناسب مع طبيعتها. وقد أثبتت المرأة جدارتها وقدرتها على الإنجاز، فظهرت الكثير من الشخصيات النسائية ممن تركن بصمة في تاريخ الإمارات، الأمر الذي يعكس رؤية حضارية واستشرافية واعية.
وبفضل إقبالها على التعليم منذ ستينيات القرن الماضي ومواصلتها مسيرة التفوق في التعليم العالي، استطاعت المرأة الإماراتية اقتحام مجالات وقطاعات كانت مقتصرة على الرجال، وحققت إنجازات كبيرة خلال مدة قياسية، وساهمت في بناء الدولة، التي تعد نموذجاً يحتذى على مستوى المنطقة.
وقالت اليماحي : يعكس واقع تعليم المرأة في دولة الإمارات حالياً تفوقاً واضحاً للمرأة على الرجل في الاهتمام بالتعليم والسعي لتحصيله، وهو ما نتج عنه زيادة أعداد النساء الإماراتيات في مؤسسات التعليم العام والعالي مقابل أعداد الطلاب الرجال، واليوم تشغل النساء الإماراتيات 40% من إجمالي الوظائف في قطاع التعليم، وهو ما يعكس تطور الوعي المجتمعي فيما يتعلق بتعليم وعمل المرأة، وارتفاع نسب الكفاءات النسائية المواطنة بوزارة التربية والتعليم في مجالات التعليم والإدارة في كافة مدارس وجامعات الدولة، وبفضل الفرص التعليمية الواسعة المتاحة أمامها، أبدت المرأة الإماراتية اهتماماً كبيراً بتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في التعليم العالي، حيث تشير الأرقام بوضوح إلى تركيز المرأة على هذه التخصصات، إذ يعتبر ثلثا مجموع خريجي الجامعات في الإمارات من النساء، و77% منهن يحملن شهادات في علوم الحاسوب، و44% في الهندسة. كما أن نحو نصف الخريجات الجامعيات اليوم تخصصن في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأوضحت أنه بحسب الإحصاءات المنشورة، فإن 95% من الإماراتيات الحاصلات على شهادة الثانوية يلتحقن بالتعليم العالي، بالمقارنة مع 80 في المئة من الذكور، وتشكل النساء ما يقارب ثلثي عدد الطلبة الذين يتابعون دراستهم في جامعات حكومية ونصف عدد من يتابعون دراستهم في مؤسسات ما بعد التعليم الثانوي الخاصة، كما تسجل 77 % من النساء الإماراتيات في التعليم العالي بعد التعليم الثانوي، ويشكلن ما يصل إلى 70 % من خريجي الجامعات، حيث تشكل المرأة نحو 70% من خريجي الجامعات في الدولة.
وأكدت اليماحي: إن تعليم المرأة في دولة الإمارات يعتبر من أهم الإنجازات التي حققتها الدولة منذ تأسيسها، حيث تقف المرأة الإماراتية اليوم، وبفضل التعليم، شريكاً أساسياً وفاعلاً في استراتيجية الاستعداد للخمسين عاماً القادمة، استمراراً لدورها في الماضي والحاضر، فهي الشريك الاستراتيجي في مسيرة التنمية الوطنية في جميع مجالات التعليم والعمل والإنتاج وبناء الأسرة وتحقيق الاستقرار المجتمعي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر