الإعلام العربي تحوّل إلى إدارة أزمات خلال السنوات الأخيرة

خلصت جلسة «الإعلام العربي.. وجهة نظر خليجية» إلى أن الإعلام العربي تحوّل إلى إعلام إدارة أزمات خلال السنوات الأخيرة بسبب تلاحق الأزمات الصحية والاقتصادية والسياسية، وأن كل بلد خليجي وعربي لديه خصوصية في مجتمعه وظروفه وإمكاناته وتجربته السياسية، ما يجعل الإعلام وأدوات الإعلام في كل بلد تتباين في القدرات والأشكال عن البلد الآخر. وأكد المشاركون في الجلسة أن تبادل الخبرات والرؤى يصب في مصلحة كسب التحدي في مواجهة تغوّل المنصات الاستثمارية المسيطرة على سوق الإعلانات.

وشارك في الجلسة، التي أدارها الإعلامي عيسى المرزوقي، كلٌّ من رئيس تحرير صحيفة القبس الكويتية وليد النصف، ورئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية جميل الذيابي، ورئيس تحرير صحيفة البلاد البحرينية مؤنس المردي، ورئيس تحرير صحيفة البيان الإماراتية منى بوسمرة.

وقال النصف إن السنوات علّمت القائمين على الإعلام المهني في الكويت الكثير من الدروس، كما مكنتهم المتابعة العلمية الدقيقة للأرقام والبيانات من التوصل لخلاصات واستنتاجات يُبنى على ضوئها الكثير من القرارات والمبادرات المفيدة. واستعرض مجموعة من الأرقام التي رصدتها «القبس» عبر موقعها، التي تشير إلى وجود متابعين بعشرات الملايين من خارج الكويت لشخصيات مهمة في الكويت، وذلك في مؤشر إلى هيمنة الوسائل الرقمية على قنوات نقل المعلومة.

وأكد أن هناك تسويقاً للجهل ودعمه عبر وسائل التواصل الاجتماعي يذكّر بما كان يفعله الإعلام التقليدي حين كان يجتهد في ما سمّاه بـ«صناعة النجم»، وقال إن الحل لا يمكن أن يكون بفرض السيطرة الحكومية على نوع ومحتوى المواد الإعلامية، حيث يجب أن يكون لدى المؤسسات نوع من الرقابة الذاتية.

من جهته، نبّه مؤنس المردي الى تغيّر سلوك القارئ الذي يجب أن يرصد بشكل يومي، وأن يقابل بكل ما يمكن البناء عليه باتجاه تقديم محتوى أفضل يواكب التطلعات والتغيرات. وأشار إلى صعوبة الاعتماد على التمويل الذاتي في ظل عدم تلقي دعم مالي من الحكومة. وعبّر عن تخوفه من عدم اتخاذ الخطوات العملية والخطط المدروسة لمقابلة المخاطر التي باتت تهدد استمرار عمل مؤسسات الإعلام العربي بالشكل الصحيح والمطلوب.

ودعت بوسمرة إلى ضرورة التعلم من الدروس والتركيز على الإيجابيات للنهوض بالعمل الإعلامي نحو التطوير والاستمرارية، مؤكدة أن الفرص متاحة للتطوير الإعلامي إذا ما أتيحت الفرصة للشباب واستقطاب الطاقات والكفاءات، والابتعاد عن السلبيات والتقهقر وراء الأزمات. وتناولت بوسمرة تجربة صحيفة البيان التي استطاعت أن تواكب كل التطورات الأخيرة وتنهل من التقنيات الحديثة في تطوير أدائها، مشيرة الى أن فترة الأزمات كانت مفيدة في اكتشاف القدرات والمقدرات التي تمتلكها المؤسسة، ما ساعدها على تحديد الأولويات والأهداف.