وقفة ولاء وانتماء
بقلم/ حسن صالح
في زمن تتسارع فيه المتغيرات وتتزايد فيه التحديات، يبقى الولاء للوطن شعلة مضيئة في قلوب أبنائه، وتظل القيم راسخة، وتأخذ مكانتها في قلوب المواطنين كعلاماتٍ على الفخر والانتماء، وأحد أبرز هذه القيم، هي الخدمة الوطنية.
في الثاني من ديسمبر هذا العام، يحتفي الوطن بأبنائه الذين يسطرون بدمائهم وولائهم أروع القصص في حب الوطن، بحيث يجتمع مجندو الخدمة الوطنية من الشباب والشابات في صف واحد، يحملون طموحات الوطن بقلوبٍ مليئة بالعزم والإصرار، مصطفين بصورةً مُبهرة تعكس روح الفخر والانتماء الوطني، ويتجلى أمامنا مشهد تاريخي يعكس أسمى معاني الانتماء والولاء للوطن وقادته.
حيث هذا الاصطفاف العسكري المهيب يذكرنا بالملاحم التاريخية التي سطرها جنود وشهداء الوطن، وكيف كانت الوقفات الشجاعة حاضرة عند كل منعطف، فجنودنا البواسل اليوم هم ورثة تلك البطولات، إذ يتخذون الاسم والفخر من تضحيات السابقين، ويكرسون أنفسهم ليكونوا مرآة تعكس قيم الشجاعة والإقدام.
إن هذه اللحظة التاريخية لا تعكس فقط الالتزام بواجبهم الوطني، بل تُعتبر أيضًا تعبيراً عن الأمل في مستقبلٍ مشرق لهم وللأجيال القادمة، والاتحاد تحت راية واحدة، نحو هدف مشترك هو حماية الوطن وتعزيز أمنه، وكما أن التحاقهم بالخدمة ليس مجرد واجب عسكري، بل استثمار في مستقبل الدولة وازدهارها.
إن رؤية أبناء الوطن وهم يرتدون زيهم العسكري، حيث تتحد قلوبهم وأفكارهم وشغفهم في خدمة وطنهم، فكل خطوة يخطونها نحو تحقيق واجبهم، تُعيد التأكيد على مدى أهمية الخدمة الوطنية كعنوانٍ للكرامة والعطاء.
لقد تحولت الخدمة الوطنية إلى رمزٍ مُنير للكرامة والانتماء، بحيث أنها ليست مجرد واجب يتعين القيام به، بل تجربة تُثري الروح وتعزز قيم العطاء. يتعلم المجندون من خلال تدريباتهم وصقل مهاراتهم كيف يمكن للعطاء والإيثار أن يُحققوا التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، حيث يتعرض المجندون لتجارب تجعلهم أكثر قوة وصلابة ويُدركون أنهم يعملون من أجل الوطن.
تُعزز الخدمة الوطنية ثقافة العطاء والانتماء، حيث يتعلم المجندون معاني التعاون والعمل الجماعي، من خلال المشاركة في الأنشطة العسكرية والمدنية، ويكتسبون مهارات تؤهلهم ليكونوا قادة في المستقبل. إن الخدمة الوطنية تعكس الروح الحقيقية للشعب، وتُثري ثقافة العطاء والإيثار، فهي ليست مجرد واجب، بل هي دعوة للإسهام في بناء وطن أقوى وأكثر ازدهاراً. وبهذا، يبقى المجندون نموذجاً يُحتذى به في كافة ميادين الحياة، يعبرون عن فخرهم وانتمائهم عبر الأفعال والأقوال، ويبقون رمزًا للكرامة والوطنية.
إن قيم التضحية والإيثار تظل محفورة في ذاكرتهم، وتقودهم نحو العطاء الدائم في مجتمعهم، واحساسهم بأنهم جزء من شيء أكبر، يزيد من عمق انتمائهم لوطنهم، كما أن روح الانتماء التي يشعرون بها تدفعهم لتقديم الأفضل، ليس فقط خلال فترة خدمتهم، بل حتى بعد انتهائها، حيث يظلوا سفراء للوطن في جميع المجالات والمحافل.
في الختام، يُمكن القول إن وقفة الولاء التي يمثلها مجندو الخدمة الوطنية ليست مجرد حدث احتفالي، بل استعراض لقيم الشجاعة والولاء والانتماء، وهي تجسيدٌ للكرامة التي يحملها كل فرد في قلبه تجاه وطنه، حيث يبقى في قلوب الجميع وعد، أن الوطن يستحق كل تضحية، وأن الوفاء له هو قوام العمل والتضحية والتقدم، فليجعل كل مجند من هذه اللحظة بداية جديدة تعكس الحب والاعتزاز بالوطن، ولتتحقق أحلام الأمة بفضل تضحياتهم.