الإمارات اليوم تليجرام
الاماراتسياحة و سفر

كوكب الإمارات: كيف تعيش المستقبل في 10 أيــام؟

كتب: اشرف كريم – صحفي عراقي

حين تصل إلى الإمارات، وتحديدًا إلى دبي، تكتشف أنك أمام تجربة استثنائية؛ تجربة تعيد تعريف معنى التقدم والحياة الذكية. كما قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع”، وهنا، في قلب الإمارات، ترى كيف تُصنع المستقبل أمام عينيك، بحسابات دقيقة وابتكار مستمر.

في دبي، كل شيء متاح بلا حدود. يقولون إذا أردت الجمال فعليك بفرنسا، وإذا أردت الموضة فتوجه إلى إيطاليا، وإذا بحثت عن الطبيعة فالمالديف هي وجهتك. لكن إذا كنت تريد كل ذلك وأكثر، فإن دبي تلبي طموحاتك، وتضيف إليها السحر الإماراتي الذي يجمع بين الفخامة، الحداثة، والإبداع. هنا لا تنفصل التكنولوجيا عن الحياة اليومية، بل تتداخل معها في أدق التفاصيل.

الإحصائيات تؤكد أن دبي ليست مجرد وجهة سياحية، بل كوكب متكامل يسبق زمنه. تستقطب المدينة أكثر من 16 مليون زائر سنويًا، وتضم 3 من أكثر المطارات ازدحامًا في العالم، حيث مرّ عبرها أكثر من 88 مليون مسافر في عام 2024. قطاع السياحة وحده يستثمر ما يزيد عن 6 مليارات درهم سنويًا، مما يعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي للتجارب المميزة.

وعندما يُقال إن اليابان كوكب مختلف بسبب تقدمها، فإن الإمارات الآن تقدم نسخة مطورة من هذا المفهوم. هنا، كل شيء يتحرك على نحو أسرع وأذكى. دبي، التي أصبحت أول مدينة خالية تمامًا من المعاملات الورقية، تعتمد بالكامل على الأتمتة والذكاء الاصطناعي لتسيير شؤونها. من تجديد الإقامات إلى الخدمات الطبية، كل شيء يتم إلكترونيًا، مما يقلل التكاليف ويزيد الكفاءة حتى نظام الحضور والانصراف لموظفي الحكومة تم تحديثه مما يعكس مدى التطور في تحسين بيئة العمل.

رأيتُ بنفسي كيف تتجاوز دبي حدود التوقعات أحد المشاهد التي لا تُنسى كان في برج خليفة، حيث استخدمت الواجهة العملاقة للبث المباشر لابتكارات الذكاء الاصطناعي في الشوارع، كان النظام المروري يعمل بكفاءة لا مثيل لها، معتمدًا على الأتمتة بالكامل لتقليل الازدحام وضمان السلامة. في يوم آخر، جربتُ استخدام خدمات الطائرات بدون طيار التي توصل الطلبات في دقائق معدودة إلى أماكن لا يمكن للمركبات التقليدية الوصول إليها بسهولة.

أما عن وسائل النقل، فالمترو، الذي يُعدّ واحدًا من أكثر أنظمة النقل كفاءة في العالم، ينقل ملايين الركاب سنويًا، متيحًا تجربة تنقل سريعة وآمنة وهذا يتماشى مع رؤية الإمارات لتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 50% بحلول عام 2030، وهناك خدمة جديدة سترى النور قريباً هي التاكسي الطائر ، الذي لا يزال في مراحل تطويره النهائية يجري حاليًا بناء محطات متعددة لهذه الطائرات الكهربائية التي ستغير مفهوم النقل في المستقبل الخدمة التي يُتوقع إطلاقها قريبًا، تهدف إلى تقليل ازدحام الطرق وجعل التنقل داخل دبي تجربة غير مسبوقة. التاكسي الطائر، الذي يمكنه نقل شخصين، يسير بسرعة تصل إلى 300 كم/ساعة، وسيُستخدم في البداية لربط المراكز الحيوية مثل مطار دبي الدولي ومرسى دبي.

وفي تجربة أخرى، يأخذك متحف المستقبل إلى السنوات القادمة. يقدّم المتحف رؤية للعالم في 2071، مع تقنيات تغير الطريقة التي نعيش بها. يمكنك مشاهدة الروبوتات تعمل جنبًا إلى جنب مع البشر، واستكشاف مشاريع مدن على المريخ، ومعرفة كيف ستُدار الطاقة المتجددة والطب المتطور. هذا المتحف ليس مجرد معرض، بل منصة لتعليم وتحفيز العقول على التفكير فيما هو قادم.

على صعيد آخر، تُعد مبادرة “تخضير دبي” مثالًا على التزام الإمارات بالاستدامة. تهدف هذه المبادرة إلى زراعة 50 مليون شجرة بحلول عام 2040، مع التركيز على زيادة المساحات الخضراء في المدينة. حتى الآن، تم زراعة أكثر من 18 مليون شجرة، مما أدى إلى تحسين جودة الهواء وخفض درجات الحرارة في مناطق معينة بمعدل درجتين مئويتين. الحدائق العامة أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة السكان، مع أكثر من 10 ملايين زائر سنويًا يستمتعون بمساحاتها الخضراء.

الإمارات ليست مجرد دولة متطورة؛ هي رائدة في إعادة تعريف مفهوم الحياة من المدينة المستدامة التي تعمل بالطاقة الشمسية بالكامل إلى خطط إنشاء أول مدينة على سطح المريخ، الإمارات تُثبت أنها ليست فقط جزءًا من العالم، بل صانعة لمستقبله.

في 10 أيام فقط، يمكن للزائر أن يعيش تجربة تستحضر ملامح المستقبل، حيث تُحول الأفكار إلى واقع، وحيث تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان بكل معنى الكلمة. الإمارات، وتحديدًا دبي، ليست مجرد مدينة، بل منصة تُمثل أفضل ما يمكن أن تصل إليه البشرية. هنا، لا تسير مع الزمن، بل تتجاوزه.

الإمارات اليوم تليجرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *